بيرم التونسي .. ملوك الفكاهه
الخميس ديسمبر 25, 2008 8:38 am
بيرم التونسي
ولد محمود بن محمد بن مصطفى بيرم التونسي بالإسكندرية وكان جده مصطفى أول من نزح إلى الديار المصرية من تونس وتعلم محمود في مسجد بالإسكندرية ثم افتتح دكان بقالة واستهوته القراءة والكتابة حتى أخذت عقله وقرر أن يقفل الدكان – بالضبة والمفتاح – وبالفعل (جاب دُرَفُه) وأصدر نشرة بإسم (المسلة) فصادرتها الحكومة في عددها الثالث عشر
وحين ولد فاروق ابن السلطان فؤاد سنة 1920 تهامس المصريون بأنه ولد بعد أربعة أشهر من زفاف أمه نازلي إلى أبيه فكتب عمنا بيرم زجلاً بعنوان (القرع الملوكي والبامية السلطاني) كله تعريض بالموضوع وهاج القصر ولولا أنه كان لا يزال تونسي التابعية في حماية (الحماية) كانت "وقعته سوداء".
ولم يتعظ بيرم مما حدث أو يأبه بهياج القصر بل أصدر نشرة أخرى أسماها (الخازوق) وصودر العدد الأول وشكته الحكومة المصرية إلى المندوب السامي البريطاني والسفير الفرنسي ونفاه الثاني إلى باريس التي ظل بها حتى عام 1932 م عانى في تلك الأعوام الأمرين وعمل في كل المهن الحقيرة وغير الحقيرة حتى دخل القاهرة متسللاً وبعد استعطاف الحكومة المصرية سمح له بالإقامة مرة أخرى وبقي في مصر حتى توفي بالإسكندرية تاركاً وراءه رصيداً هائلاً من الأزجال والمقامات التي عبر فيها بلسان الشارع وحسه عن آلامه وأحلامه وسخرياته.
<BLOCKQUOTE>عمنا بيرم حاجة كبيرة جدا أكبر من
التعريف والتأليف حول شخصه أو فنه
العظيم. دخل بأزجاله كل بيت في مصر كان
مصراوي ابن بلد من (ساسه لراسه). فقد
كانت أزجاله تدك حصون ومخادع الملك
والانجليز والفساد وتُضحك عليهم طوب
الأرض حتى نفوه وتشرد وجاع وصاع
لكن طلاقة لسانه كانت كما هي بل أشد
ولم يُبْعده النفي عن مصر وكانت أزجاله
تفيض مرحاً وعذوبة والنماذج التالية
ليست كل طرائف عمنا بيرم بل جزء
بسيط مما تيسّر وعلى القارئ الرجوع
والاستمتاع من مصادره الرئيسية.
</BLOCKQUOTE>
أهل الكلوب:
بخفة دمه وروعة أسلوبه يعارض قصيدة ابن الفارض التي يقول فيها:
أنتم فُرُوضي ونَفْلي *** أنتم حديثي وشغلي
فيقول:
أهل الكُلُوبِّ ومالي *** عن الكلوبِّ تخلي
قضيتَ فيها حياتي *** على سبيل التسلّي
الناس تلعب يوماً*** وكان لعبي تملّي
كفى بجسمي دليلاً *** وشَعْري المُتدلي
وبدله ليس فيها *** من النضافة مِلّلي
وجزمه بنتِ كلبٍ *** منها ترى الناسُ رجلي
والأكل خبزٌ وفجلٌ *** لا... بل ومن غير فجلِ
حاميها حراميها:
ويعارض قصيدة الشريف الرضي التي يقول فيها:
منابتُ العشبِ لا حامٍ ولاراعِ *** مضت الرَّدَى بطويل الرُّمحِ والبَاعِ
فيقول:
حطّوا الخفير على الدكان يحرسه *** فباعَهُ جُملةً لا بيعَ قطاعي
جاء الحرامي له ليلاً وفاوله *** على الذي فيه من مالٍ وأبضاعِ
والصبح جاء إلى الدكان صاحبه*** فلم يجد غيه غير السقف والقاعِ
قال المعاون شغلٌ ليسَ نعرفهُ *** فاللص لا يسرق المستيقظ الواعي
روسيا:
ويقول بيرم مخاطباً الشعب الروسي:
ياللي صَبَحتم غَنَم (ستالين) راعيها *** إرعوا اللي بُطرُسكم الأكبر زرع فيها
شمْتان في قلة مقامكم نُصّكم جرابيع *** والنص ف أوربا داير يِشْتِغِل ويبيع
الشرق:
مِن قبل ما اكتب أنا عارف *** القُولْ ضَايعْ
والآجر بالتأكيد ذاهبْ *** حسب الشايع
والشَّتْم حايجيني مسُوجَرْ *** من واد صَايع
مهما إنْكويت النار والزيت *** برضاك فنّان
يا مصري وإنت اللي هَامِمْني *** من دونِ الكلْ
هَزيل ويحسبَك الجاهل *** عَيّان بالسُّل
من دي الكُيُوف إللي تصبّر *** على كُتْر الذُّل
ونمتَ والعالم فايق *** قوم بُص وطُل
شُوف الشعوب وانغص ودوب *** وراجع إنسان
واللي آلمني وبكاني *** إنت يا شامي
عالأكل نازل طول عمرك *** بارد حامي
وقلت لي لما نهيتك: *** مصري حرامي
لحد ما الجزار خلا *** جرحك دامي
والله الخروف سايب مَعْلوف *** ما يفوته جعان
حاتجنن:
سافر عمنا بيرم إلى باريس ولندن وبلاد كثيرة حين نُفي من مصر أو طرد لمواقفه الوطنية المشرفة فرأى شيئاً مختلفاً طيّر عقله فقال:
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
دي بلاد تمدين ونضافه وذوق ولطافه وحاجة تغيظ
مالاقيش جدع متعافي وحافي وماشي يقشر خصْ
ولا شَحْط مِشَمْرَخْ أفندي معاه عُودْ خلّفُه ونازل مصْ
ولا لِبْ أسمر وسوداني وحُمّص وانزل يا تِقزقيزْ
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
ولا واحدة ف وش الفجر تبرطع ماليه الدنيا صوات
قال ايه جُوز خالتي أم أحمد سلفة أخوها السيد مات
سبحانك ما أعظم شأنك والله الموت دا مفيد ولذيذ
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
ولا واحد طالع يجري وواحد تاني بيجري وراه
ويقول هاهّعْ حصّلتك يا ابن اللي أبصر ايه عملاه
لا الشارع غيط يا اخوانا ولا احنا بداره ولا احنا معيز
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
المقامة الهانميّة:
عمنا بيرم متعة ما بعدها متعة، قفشاته الشعرية والزجلية فيها خطورة شديدة على من تنتابهم نوبات القلب والخطورة ليست عليهم فقط بل على الأصحاء الأشداء أيضاً، فمهما كان الرجل "جامد" وفتوه فلن تنفعه "فتوته" إذا ضبطت معه هذه المقامة مثلا ولا أدري ماذا فعلت معه السيدة زوجته بعد أن قرأتها ولا أدري ماذا سيحدث لي أيضاً بعد اختياري لها وضمها إلى الكتاب "اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهن". يقول عمنا بيرم دون أدنى مسؤولية علينا:
أراحني الله منها *** من قبل وقت مماتي
بحق أحمد طه *** من جاء بالمعجزات
لأنها ذات وجه *** قد باء بالسيئات
صدغ طويل عميق *** كأصدغ الناهقات
وعينها فوق منه *** منفوخة كالدواة
وجبهة ذا نقشٍ *** كقصعة السلحفاة
ومالها غير ضرس *** في شدقها كالحصاة
وليتها فوق هذا *** كانت من الصالحات
لم ألقها في نهارٍ *** إلا من الشاكيات
تقول قد مال بختي *** من دون كل البنات
قد زوجوني بشيخ *** لا يعرف الواجبات
وليس يدري مقامي *** وليس يقدر ذاتي
الله يعلم أني *** منكّدّ في حياتي
وقد دعوت مراراً *** عقيب كل صلاة
وقد قرأت كثيراً *** أعوذ والنازعات
لعلها عن قريب *** تكون في الهالكات
فلم يُزِدْها دعائي *** في البيت غير ثبات
ولد محمود بن محمد بن مصطفى بيرم التونسي بالإسكندرية وكان جده مصطفى أول من نزح إلى الديار المصرية من تونس وتعلم محمود في مسجد بالإسكندرية ثم افتتح دكان بقالة واستهوته القراءة والكتابة حتى أخذت عقله وقرر أن يقفل الدكان – بالضبة والمفتاح – وبالفعل (جاب دُرَفُه) وأصدر نشرة بإسم (المسلة) فصادرتها الحكومة في عددها الثالث عشر
وحين ولد فاروق ابن السلطان فؤاد سنة 1920 تهامس المصريون بأنه ولد بعد أربعة أشهر من زفاف أمه نازلي إلى أبيه فكتب عمنا بيرم زجلاً بعنوان (القرع الملوكي والبامية السلطاني) كله تعريض بالموضوع وهاج القصر ولولا أنه كان لا يزال تونسي التابعية في حماية (الحماية) كانت "وقعته سوداء".
ولم يتعظ بيرم مما حدث أو يأبه بهياج القصر بل أصدر نشرة أخرى أسماها (الخازوق) وصودر العدد الأول وشكته الحكومة المصرية إلى المندوب السامي البريطاني والسفير الفرنسي ونفاه الثاني إلى باريس التي ظل بها حتى عام 1932 م عانى في تلك الأعوام الأمرين وعمل في كل المهن الحقيرة وغير الحقيرة حتى دخل القاهرة متسللاً وبعد استعطاف الحكومة المصرية سمح له بالإقامة مرة أخرى وبقي في مصر حتى توفي بالإسكندرية تاركاً وراءه رصيداً هائلاً من الأزجال والمقامات التي عبر فيها بلسان الشارع وحسه عن آلامه وأحلامه وسخرياته.
<BLOCKQUOTE>عمنا بيرم حاجة كبيرة جدا أكبر من
التعريف والتأليف حول شخصه أو فنه
العظيم. دخل بأزجاله كل بيت في مصر كان
مصراوي ابن بلد من (ساسه لراسه). فقد
كانت أزجاله تدك حصون ومخادع الملك
والانجليز والفساد وتُضحك عليهم طوب
الأرض حتى نفوه وتشرد وجاع وصاع
لكن طلاقة لسانه كانت كما هي بل أشد
ولم يُبْعده النفي عن مصر وكانت أزجاله
تفيض مرحاً وعذوبة والنماذج التالية
ليست كل طرائف عمنا بيرم بل جزء
بسيط مما تيسّر وعلى القارئ الرجوع
والاستمتاع من مصادره الرئيسية.
</BLOCKQUOTE>
أهل الكلوب:
بخفة دمه وروعة أسلوبه يعارض قصيدة ابن الفارض التي يقول فيها:
أنتم فُرُوضي ونَفْلي *** أنتم حديثي وشغلي
فيقول:
أهل الكُلُوبِّ ومالي *** عن الكلوبِّ تخلي
قضيتَ فيها حياتي *** على سبيل التسلّي
الناس تلعب يوماً*** وكان لعبي تملّي
كفى بجسمي دليلاً *** وشَعْري المُتدلي
وبدله ليس فيها *** من النضافة مِلّلي
وجزمه بنتِ كلبٍ *** منها ترى الناسُ رجلي
والأكل خبزٌ وفجلٌ *** لا... بل ومن غير فجلِ
حاميها حراميها:
ويعارض قصيدة الشريف الرضي التي يقول فيها:
منابتُ العشبِ لا حامٍ ولاراعِ *** مضت الرَّدَى بطويل الرُّمحِ والبَاعِ
فيقول:
حطّوا الخفير على الدكان يحرسه *** فباعَهُ جُملةً لا بيعَ قطاعي
جاء الحرامي له ليلاً وفاوله *** على الذي فيه من مالٍ وأبضاعِ
والصبح جاء إلى الدكان صاحبه*** فلم يجد غيه غير السقف والقاعِ
قال المعاون شغلٌ ليسَ نعرفهُ *** فاللص لا يسرق المستيقظ الواعي
روسيا:
ويقول بيرم مخاطباً الشعب الروسي:
ياللي صَبَحتم غَنَم (ستالين) راعيها *** إرعوا اللي بُطرُسكم الأكبر زرع فيها
شمْتان في قلة مقامكم نُصّكم جرابيع *** والنص ف أوربا داير يِشْتِغِل ويبيع
الشرق:
مِن قبل ما اكتب أنا عارف *** القُولْ ضَايعْ
والآجر بالتأكيد ذاهبْ *** حسب الشايع
والشَّتْم حايجيني مسُوجَرْ *** من واد صَايع
مهما إنْكويت النار والزيت *** برضاك فنّان
يا مصري وإنت اللي هَامِمْني *** من دونِ الكلْ
هَزيل ويحسبَك الجاهل *** عَيّان بالسُّل
من دي الكُيُوف إللي تصبّر *** على كُتْر الذُّل
ونمتَ والعالم فايق *** قوم بُص وطُل
شُوف الشعوب وانغص ودوب *** وراجع إنسان
واللي آلمني وبكاني *** إنت يا شامي
عالأكل نازل طول عمرك *** بارد حامي
وقلت لي لما نهيتك: *** مصري حرامي
لحد ما الجزار خلا *** جرحك دامي
والله الخروف سايب مَعْلوف *** ما يفوته جعان
حاتجنن:
سافر عمنا بيرم إلى باريس ولندن وبلاد كثيرة حين نُفي من مصر أو طرد لمواقفه الوطنية المشرفة فرأى شيئاً مختلفاً طيّر عقله فقال:
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
دي بلاد تمدين ونضافه وذوق ولطافه وحاجة تغيظ
مالاقيش جدع متعافي وحافي وماشي يقشر خصْ
ولا شَحْط مِشَمْرَخْ أفندي معاه عُودْ خلّفُه ونازل مصْ
ولا لِبْ أسمر وسوداني وحُمّص وانزل يا تِقزقيزْ
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
ولا واحدة ف وش الفجر تبرطع ماليه الدنيا صوات
قال ايه جُوز خالتي أم أحمد سلفة أخوها السيد مات
سبحانك ما أعظم شأنك والله الموت دا مفيد ولذيذ
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
ولا واحد طالع يجري وواحد تاني بيجري وراه
ويقول هاهّعْ حصّلتك يا ابن اللي أبصر ايه عملاه
لا الشارع غيط يا اخوانا ولا احنا بداره ولا احنا معيز
حاتجنْ يا ريت يا خوانّا مارُحتش لندن ولا باريز
المقامة الهانميّة:
عمنا بيرم متعة ما بعدها متعة، قفشاته الشعرية والزجلية فيها خطورة شديدة على من تنتابهم نوبات القلب والخطورة ليست عليهم فقط بل على الأصحاء الأشداء أيضاً، فمهما كان الرجل "جامد" وفتوه فلن تنفعه "فتوته" إذا ضبطت معه هذه المقامة مثلا ولا أدري ماذا فعلت معه السيدة زوجته بعد أن قرأتها ولا أدري ماذا سيحدث لي أيضاً بعد اختياري لها وضمها إلى الكتاب "اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهن". يقول عمنا بيرم دون أدنى مسؤولية علينا:
أراحني الله منها *** من قبل وقت مماتي
بحق أحمد طه *** من جاء بالمعجزات
لأنها ذات وجه *** قد باء بالسيئات
صدغ طويل عميق *** كأصدغ الناهقات
وعينها فوق منه *** منفوخة كالدواة
وجبهة ذا نقشٍ *** كقصعة السلحفاة
ومالها غير ضرس *** في شدقها كالحصاة
وليتها فوق هذا *** كانت من الصالحات
لم ألقها في نهارٍ *** إلا من الشاكيات
تقول قد مال بختي *** من دون كل البنات
قد زوجوني بشيخ *** لا يعرف الواجبات
وليس يدري مقامي *** وليس يقدر ذاتي
الله يعلم أني *** منكّدّ في حياتي
وقد دعوت مراراً *** عقيب كل صلاة
وقد قرأت كثيراً *** أعوذ والنازعات
لعلها عن قريب *** تكون في الهالكات
فلم يُزِدْها دعائي *** في البيت غير ثبات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى