روائح الوحدة .. !
+3
هانيا
فرح
E7sasEl7op
7 مشترك
روائح الوحدة .. !
الإثنين يناير 30, 2012 8:03 pm
عندما رأيتها واقفة أمام حديقتها وبستانها لم أعدو ناحيتها كما كانت تتوهم أنى حين ألمحها سأطير إليها سريعاً لأقف أمامها أتطلع وجهها وأغوص فى عينيها ويلفنى الحنين ولكنى خزلتها كما كانت تخزلنى دوماً فى السابق
أتعلمين يا سيدتى من أين آتٍ أنا الآن ؟
.. كنتُ فى الصحراء .. صحراء شاسعة ولكنها بيضاء !!
وعلى حافة تلك الصحراء .. كان يوجد على البُعد منها قليلاً هضبات مخروطية متساوية تقريباً فى الإرتفاع وبعيداً عن هذا التساوى فى الإرتفاع فإن لونها كان واحداً ونوع تربتها واحدة وبروزها متشابه ودَلكِ هذا أو رَسخّ فى ذهنكِ أنكِ إذا رأيتى عُمد هيكل بارزة بمفردها من الرمال كان ذلك دليلاً على أن سقفها قد تَهدم وهكذا كانت هذه الهضبات الفريدة شاهداً على أن هضبة واسعة كانت تصل بينها فى سالف الأيام .
وعلى البسيطة .. على الأراضى الثائرة والرمل الخادع تظنيه ثابتاً تحت قدمكِ فإذا بكِ تغوصين فيه ..
وأما عن الملاحات القديمة التى على أطرافها فَيُخيل إليكِ أنها صلبة وتسمعين رنين أقدامكِ عليها ولكنها تنهار أحياناً تحت ثقل الأقدام البشرية وعندئذ تنقشع طبقة الملح عن بركة سوداء نتنة ولهذا أنصحكِ إذا واتتكِ الفرصة بأن تخوضى تلك التجربة الفريدة أن تعتمدى فى سيركِ على أسطح الهضبات الملساء فهى لاتخفى تحتها مثل هذا الشَرك المميت بفعل الماء الآسن .. فاظنكِ مثلى تفضلين الموت على سريركِ أو بين أهليكِ عن الموت فى النتن المُعتق بقازورات بشرية خلفتها قسوتهم على بعضهم البعض .
إذ لم يكن تحت تلك الأسطح الملساء أى خطر .
ويرجع هذا الأمان إلى وجود رمل صلب ذى حُبيبات ثقيلة تنشأ من تَجمع أصداف صغيرة دقيقة لم تَمسها يد على سطح الهضبة ولكنها تتفتت وتتجمع كلما نزلت على طول السفح حتى إذا أتيت القاعدة وهى أقدم مستودع لتلك الحُبيبات رأيتيها تكون حجراً جيرياً نقياً .
مكان مُوحش .. لكن مُبهج !!
وأنت فيه تستشعرين فرحاً صبيانياً غريباً .. يتناقض تماماً مع الفزع الذى يصيبكِ بمجرد تفكيركِ بوجودكِ فى مكان كهذا ..
ولكن ما يُعيد التوازن إلى الإحساس فى أن تعلمى ما علمته وأنا هناك .. أو بمعنى أدق أن تشعرى بما شَعرتُ به فكرى معى بتلك الهبة من هذه الطبيعة ..
طبيعة بِكر ..
طبيعة رغم وحشتها إلا أن لها متعة خاصة ..
مُتعة أن تعلمين بقدومكِ أرضاً لم يسبق لأحد أبداً إنساناً كان أو حيواناً أن ترك بها أثراً ..
ولم يستطيع أى رجل من رجال الترحال أن يقتحم هذه القلعة الحصينة ولم يسبق لأى مُستكشف أن إكتشف هذه الأرض المجهولة وتكونين أنتِ أول من يزرع رمالاً عذراء ..
أن تكونين أول من يُجرى بين يديه كتبر ثمين هذا الثرى من دقيق الأصداف ..
أن تكونين أول من يُعكر صفو هذا السلام ..
وعلى تلك الأرض التى تُحاكى شاطئ الثلج بالمناطق القطبية تكونين كبذرة ألقتها الرياح ..
أن تكونين أول علامة للحياة أتت ذلك المكان ..
وأن تتطلعين فى السماء فترين نجماً يلمع فتأخذين فى تَمليه وأنتِ تفكركِ أن ذلك السطح الأبيض لم يُعرض إلا للشهب منذ مئات الآلاف من السنين فراش ناصع يمتد تحت سماء صافية ..
وفى هذا الجو الملئ بالمفاجأت السارة ..
تشردين بذهنكِ نحو هنا ..
تشردين كما شردتُ أنا وتذكرت أول نظرة تطلعت بها إليكِ ..
تذكرت فرحتى بكِ وإنشغالى بضرب التكهنات عما يدور فى خلدكِ ..
أأنتِ مثلى أم تنامين ليلكِ ولا تشعرين برسائلى التى أبثها لهذا الليل ..
أتغطين فى نومكِ أم ساهرة معى ؟
أبحث عنكِ وتبحثين عنى فى هذا الأفق المظلم
سوف أقول لكِ بأنى أفضل حالاً منكِ بكل تأكيد ..
هذا ما قلته فى نفسى وقتها فأنا لن يأكلنى الندم يوماً على ما كان
لا يا سيدتى لن أُحرك نفسكِ ..
لا لن أفتح عيونكِ على الدُنيا ..
لا لن أفسد نظرتكِ لها .
أتذكركِ وأنتِ تقولين أنى لم أتغير كثيراً ..
وأنى مازلت ذلك الطفل الذى يُمزق ثيابه فتقولين يا لها من كارثة .. ماذا فعلت بنفسك وفى نفسك !؟
لا يا سيدتى لم تكن عودتى الآن من آخر الحديقة .. ولا من منتصفها
فحديقتك لم تَعد تأسرنى ..
ما أسرنى موجود فى آخر الدُنيا ..
يا سيدتى ما تشتميه الآن هى روائح الوحدة النفاذة وعواصف الرياح وسافيات الرمال وأقمار المناطق الحارة الساطعة
لا يا سيدتى .. لم تكن عودتى الآن من آخر البستان .. ولا من منتصفه
فبستانك لم يعد يأسرنى ..
ما أسرنى موجود فى آخر الدُنيا ..
يا سيدتى أنا آتٍ من ما هو أبعد من هذا البستان !!
آه لو علمتى كم هى ضئيلة هذه الظلال !
آه لو علمتى أنها لا أثر لها بين الرمال والصخور والغابات والغدران ..
هل تعلمين يا سيدتى أن هناك صحارى ينام المرء فيها فى الليل المُثلج بلا سقيفة وبلا سرير وبلا أغطية !
هل تقولين فى نفسك عنى بأنى متوحش أن أعيش فى مثل هذه البيئة أو أن أختارها عن حديقتك أو الرجوع لبستانك
...
إنى أرثى لمصيرك الوضيع الذى أعماكِ وأصمتكِ .
وحدثت نفسى وأنا أدور راجعاً إلى الوراء متمتماً :
صحرائى صحرائى .. ها أنت بأجمعك قد سَحرتك غازلة صوف !
أتعلمين يا سيدتى من أين آتٍ أنا الآن ؟
.. كنتُ فى الصحراء .. صحراء شاسعة ولكنها بيضاء !!
وعلى حافة تلك الصحراء .. كان يوجد على البُعد منها قليلاً هضبات مخروطية متساوية تقريباً فى الإرتفاع وبعيداً عن هذا التساوى فى الإرتفاع فإن لونها كان واحداً ونوع تربتها واحدة وبروزها متشابه ودَلكِ هذا أو رَسخّ فى ذهنكِ أنكِ إذا رأيتى عُمد هيكل بارزة بمفردها من الرمال كان ذلك دليلاً على أن سقفها قد تَهدم وهكذا كانت هذه الهضبات الفريدة شاهداً على أن هضبة واسعة كانت تصل بينها فى سالف الأيام .
وعلى البسيطة .. على الأراضى الثائرة والرمل الخادع تظنيه ثابتاً تحت قدمكِ فإذا بكِ تغوصين فيه ..
وأما عن الملاحات القديمة التى على أطرافها فَيُخيل إليكِ أنها صلبة وتسمعين رنين أقدامكِ عليها ولكنها تنهار أحياناً تحت ثقل الأقدام البشرية وعندئذ تنقشع طبقة الملح عن بركة سوداء نتنة ولهذا أنصحكِ إذا واتتكِ الفرصة بأن تخوضى تلك التجربة الفريدة أن تعتمدى فى سيركِ على أسطح الهضبات الملساء فهى لاتخفى تحتها مثل هذا الشَرك المميت بفعل الماء الآسن .. فاظنكِ مثلى تفضلين الموت على سريركِ أو بين أهليكِ عن الموت فى النتن المُعتق بقازورات بشرية خلفتها قسوتهم على بعضهم البعض .
إذ لم يكن تحت تلك الأسطح الملساء أى خطر .
ويرجع هذا الأمان إلى وجود رمل صلب ذى حُبيبات ثقيلة تنشأ من تَجمع أصداف صغيرة دقيقة لم تَمسها يد على سطح الهضبة ولكنها تتفتت وتتجمع كلما نزلت على طول السفح حتى إذا أتيت القاعدة وهى أقدم مستودع لتلك الحُبيبات رأيتيها تكون حجراً جيرياً نقياً .
مكان مُوحش .. لكن مُبهج !!
وأنت فيه تستشعرين فرحاً صبيانياً غريباً .. يتناقض تماماً مع الفزع الذى يصيبكِ بمجرد تفكيركِ بوجودكِ فى مكان كهذا ..
ولكن ما يُعيد التوازن إلى الإحساس فى أن تعلمى ما علمته وأنا هناك .. أو بمعنى أدق أن تشعرى بما شَعرتُ به فكرى معى بتلك الهبة من هذه الطبيعة ..
طبيعة بِكر ..
طبيعة رغم وحشتها إلا أن لها متعة خاصة ..
مُتعة أن تعلمين بقدومكِ أرضاً لم يسبق لأحد أبداً إنساناً كان أو حيواناً أن ترك بها أثراً ..
ولم يستطيع أى رجل من رجال الترحال أن يقتحم هذه القلعة الحصينة ولم يسبق لأى مُستكشف أن إكتشف هذه الأرض المجهولة وتكونين أنتِ أول من يزرع رمالاً عذراء ..
أن تكونين أول من يُجرى بين يديه كتبر ثمين هذا الثرى من دقيق الأصداف ..
أن تكونين أول من يُعكر صفو هذا السلام ..
وعلى تلك الأرض التى تُحاكى شاطئ الثلج بالمناطق القطبية تكونين كبذرة ألقتها الرياح ..
أن تكونين أول علامة للحياة أتت ذلك المكان ..
وأن تتطلعين فى السماء فترين نجماً يلمع فتأخذين فى تَمليه وأنتِ تفكركِ أن ذلك السطح الأبيض لم يُعرض إلا للشهب منذ مئات الآلاف من السنين فراش ناصع يمتد تحت سماء صافية ..
وفى هذا الجو الملئ بالمفاجأت السارة ..
تشردين بذهنكِ نحو هنا ..
تشردين كما شردتُ أنا وتذكرت أول نظرة تطلعت بها إليكِ ..
تذكرت فرحتى بكِ وإنشغالى بضرب التكهنات عما يدور فى خلدكِ ..
أأنتِ مثلى أم تنامين ليلكِ ولا تشعرين برسائلى التى أبثها لهذا الليل ..
أتغطين فى نومكِ أم ساهرة معى ؟
أبحث عنكِ وتبحثين عنى فى هذا الأفق المظلم
سوف أقول لكِ بأنى أفضل حالاً منكِ بكل تأكيد ..
هذا ما قلته فى نفسى وقتها فأنا لن يأكلنى الندم يوماً على ما كان
لا يا سيدتى لن أُحرك نفسكِ ..
لا لن أفتح عيونكِ على الدُنيا ..
لا لن أفسد نظرتكِ لها .
أتذكركِ وأنتِ تقولين أنى لم أتغير كثيراً ..
وأنى مازلت ذلك الطفل الذى يُمزق ثيابه فتقولين يا لها من كارثة .. ماذا فعلت بنفسك وفى نفسك !؟
لا يا سيدتى لم تكن عودتى الآن من آخر الحديقة .. ولا من منتصفها
فحديقتك لم تَعد تأسرنى ..
ما أسرنى موجود فى آخر الدُنيا ..
يا سيدتى ما تشتميه الآن هى روائح الوحدة النفاذة وعواصف الرياح وسافيات الرمال وأقمار المناطق الحارة الساطعة
لا يا سيدتى .. لم تكن عودتى الآن من آخر البستان .. ولا من منتصفه
فبستانك لم يعد يأسرنى ..
ما أسرنى موجود فى آخر الدُنيا ..
يا سيدتى أنا آتٍ من ما هو أبعد من هذا البستان !!
آه لو علمتى كم هى ضئيلة هذه الظلال !
آه لو علمتى أنها لا أثر لها بين الرمال والصخور والغابات والغدران ..
هل تعلمين يا سيدتى أن هناك صحارى ينام المرء فيها فى الليل المُثلج بلا سقيفة وبلا سرير وبلا أغطية !
هل تقولين فى نفسك عنى بأنى متوحش أن أعيش فى مثل هذه البيئة أو أن أختارها عن حديقتك أو الرجوع لبستانك
...
إنى أرثى لمصيرك الوضيع الذى أعماكِ وأصمتكِ .
وحدثت نفسى وأنا أدور راجعاً إلى الوراء متمتماً :
صحرائى صحرائى .. ها أنت بأجمعك قد سَحرتك غازلة صوف !
منقول
- فرحمشرف عام
- اوسمه :
عدد الرسائل : 1042
تاريخ الميلاد : 12/12/1989
العمر : 34
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : جميييييييييييييييييييييييييييييييييل
تقييم : 62
تاريخ التسجيل : 11/11/2008
رد: روائح الوحدة .. !
الأربعاء فبراير 01, 2012 3:21 pm
أتغطين فى نومكِ أم ساهرة معى ؟
أبحث عنكِ وتبحثين عنى فى هذا الأفق المظلم
سوف أقول لكِ بأنى أفضل حالاً منكِ بكل تأكيد ..
جميله جداااااا وجودك بيسعدنا اهلا بيك فى اسرتك ومنتداك سهرالليالى
فى انتظار الجديد
أبحث عنكِ وتبحثين عنى فى هذا الأفق المظلم
سوف أقول لكِ بأنى أفضل حالاً منكِ بكل تأكيد ..
جميله جداااااا وجودك بيسعدنا اهلا بيك فى اسرتك ومنتداك سهرالليالى
فى انتظار الجديد
- هانيامشرف
عدد الرسائل : 602
تاريخ الميلاد : 11/11/1987
العمر : 36
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : حلوووووووووووووووووو
تقييم : 59
تاريخ التسجيل : 29/11/2008
رد: روائح الوحدة .. !
الأربعاء فبراير 01, 2012 3:28 pm
رد: روائح الوحدة .. !
الأربعاء فبراير 01, 2012 10:27 pm
اطلاله جميله ............... سعيده بوجودى معاكم
رد: روائح الوحدة .. !
الجمعة مارس 09, 2012 6:51 am
اسف لو كونت بغيب عليكم بس ده غصب عنى واتمنى ان موضعاتى تكون بتعجبكم
- سارهسوبر
- اوسمه :
عدد الرسائل : 1109
تاريخ الميلاد : 26/10/1987
العمر : 36
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : 100
تقييم : 102
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
رد: روائح الوحدة .. !
الجمعة مارس 09, 2012 4:14 pm
- العندليبمشرف عام
عدد الرسائل : 210
تاريخ الميلاد : 01/08/1985
العمر : 38
المزاج : مرح
تقييم : 6
تاريخ التسجيل : 08/12/2008
رد: روائح الوحدة .. !
الأربعاء مارس 14, 2012 2:46 pm
تسلم الايادى يا باشا
- اسراءمشرف
- اوسمه :
عدد الرسائل : 868
تاريخ الميلاد : 10/02/1989
العمر : 35
العمل/الترفيه : طالبه جامعيه
المزاج : روعه
تقييم : 73
تاريخ التسجيل : 29/11/2008
رد: روائح الوحدة .. !
الخميس مارس 15, 2012 9:09 pm
هل تعلمين يا سيدتى أن هناك صحارى ينام المرء فيها فى الليل المُثلج بلا سقيفة وبلا سرير
نورت منتداك اهلا بك فى اسره منتدى سهرالليالى .............فى انتظار الجديد
نورت منتداك اهلا بك فى اسره منتدى سهرالليالى .............فى انتظار الجديد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى