في رحاب الحديث - يا ابن ادم انك ما دعوتني -
الأربعاء نوفمبر 12, 2008 1:27 pm
رحاب حديث [ يا بن ادم
بسم الله الرجمن الرحيم
*****
عنأنس بن مالكرضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنانالسماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرضخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .
تخريج الحديث
رواهالترمذيمن بينأصحاب الكتب الستة، وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخ الألباني.
غريب الحديث
عنان السماء: وهوالسحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.
إنك ما دعوتني ورجوتني: أي ما دمت تدعونيوترجوني.
ولا أبالي: أيإنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة.
منزلة الحديث
هذا الحديث منأرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده، وهويدل على عظم شأن التوحيد، والأجر الذي أعده الله للموحدين، كما أن فيه الحثوالترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانهوتعالى.
أسباب المغفرة
وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بهامغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:
1- الدعاء مع الرجاء
فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إنالذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}(غافر60)،وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العباده وقرأ هذه الآية) رواهأحمد، ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابةعند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآدابأو لوجود بعض الموانع.
ومنأعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال - صلى الله عليهوسلم - في الحديث الذي رواهالترمذي: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء منقلب غافل لاه) ، ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائهاللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلكمن موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحبالملحين في الدعاء، وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطعالرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أنيفتح له.
2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب
السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة فيالحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماءوهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها.
وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله بهكقوله سبحانه: {واستغفرواالله إن الله غفور رحيم}(المزمل20)، وتارة يمدح أهله كقولهتعالى:{والمستغفرين بالأسحار}(آل عمران 17)، وتارة يذكرجزاء فاعله كقوله تعالى:{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}(النساء110) .
والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدمالإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة فيقوله: {والذين إذا فعلوافاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولميصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}(آل عمران135)، وفي الصحيحينعنأبي هريرةأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنبعبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفرلي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذبالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبافعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنىأي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين: "من لم يكنثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذايحتاج إلى استغفار كثير".
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعترافبذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأناعبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليوأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهارموقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقنبها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) .
بسم الله الرجمن الرحيم
*****
عنأنس بن مالكرضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنانالسماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرضخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .
تخريج الحديث
رواهالترمذيمن بينأصحاب الكتب الستة، وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخ الألباني.
غريب الحديث
عنان السماء: وهوالسحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.
إنك ما دعوتني ورجوتني: أي ما دمت تدعونيوترجوني.
ولا أبالي: أيإنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة.
منزلة الحديث
هذا الحديث منأرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده، وهويدل على عظم شأن التوحيد، والأجر الذي أعده الله للموحدين، كما أن فيه الحثوالترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانهوتعالى.
أسباب المغفرة
وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بهامغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:
1- الدعاء مع الرجاء
فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إنالذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}(غافر60)،وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العباده وقرأ هذه الآية) رواهأحمد، ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابةعند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآدابأو لوجود بعض الموانع.
ومنأعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال - صلى الله عليهوسلم - في الحديث الذي رواهالترمذي: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء منقلب غافل لاه) ، ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائهاللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلكمن موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحبالملحين في الدعاء، وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطعالرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أنيفتح له.
2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب
السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة فيالحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماءوهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها.
وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله بهكقوله سبحانه: {واستغفرواالله إن الله غفور رحيم}(المزمل20)، وتارة يمدح أهله كقولهتعالى:{والمستغفرين بالأسحار}(آل عمران 17)، وتارة يذكرجزاء فاعله كقوله تعالى:{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}(النساء110) .
والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدمالإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة فيقوله: {والذين إذا فعلوافاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولميصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}(آل عمران135)، وفي الصحيحينعنأبي هريرةأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنبعبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفرلي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذبالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبافعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنىأي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين: "من لم يكنثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذايحتاج إلى استغفار كثير".
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعترافبذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأناعبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليوأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهارموقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقنبها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى