مصادر: «السكري» المتهم بقتل سوزان تميم ارتكب أخطاءً فادحة مكنت الشرطة من تحديد هويته وتتبعه بسهولة

> العادلي أصيب بالذهول بعد علمه بالاعترافات وأصر علي سماعها بنفسه فتم نقل المتهم إلي مكتبه معصوب العينين واستمع إليه ثم اتصل بزكريا عزمي لإبلاغ الرئيس > السكري استخدم بطاقة ائتمان خاصة به في شراء الخنجر الذي نفذ به الجريمة ومن خلالها تم الحصول علي المعلومات الكاملة عنه > المتهم كان يستعد للهرب إلي البرازيل مساء نفس اليوم الذي تم اعتقاله فيه
.

أكدت مصادر مقربة من التحقيقات التي أجرتها شرطة دبي في مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، أن القاتل ارتكب عدداً من الأخطاء الفادحة التي قادت الشرطة بكل سهولة لتتبعه وتحديد هويته.

وقالت المصادر إن الشرطة تمكنت من تحديد وقت تنفيذ الجريمة التي تمت ما بين الساعة الثامنة والنصف وحتي التاسعة من صباح ذلك اليوم وهي الفترة التي بين اتصال المجني عليها بشركة للتاكسي لإرسال سيارة لها وبين وصول السيارة في الساعة التاسعة حيث كانت المجني عليها قد فارقت الحياة.

وأشارت المصادر إلي أن ذلك مكن الشرطة من تتبع الصور واكتشاف القاتل الذي كان يلبس قبعة ودخل المبني في نفس التوقيت موهماً الضحية بأنه يحمل إليها طرداً من المكتب العقاري الذي اشترت منه الشقة.

وقد تمكن القاتل من إرسال رسالة للمجني عليها عبر جهاز الكمبيوتر مما جعلها تتوقع وصوله، لكنه غير ملابسه التي دخل بها المبني بأخري كان يرتديها تحت ملابسه، لكن لم يغير القبعة وتخلص من ملابسه التي نفذ بها الجريمة لكن الشرطة تمكنت من العثور عليها.

ولا يزال صاحب المكتب العقاري وهو بريطاني إنجليزي معتقلاً في دبي رغم نفيه معرفته بالقاتل وعجزه عن تبرير استخدام جهاز كمبيوتر المكتب في إرسال رسالة للمجني عليها أو استعمال أوراق الشركة لإيهام الضحية بوجود رسالة لها.

وقالت المصادر إن الصورة وحدها لم تكن كافية لتحديد هوية القاتل الذي ترك خلفه دليلاً مهماً جداً قاد الشرطة بسهولة إليه وهو الخنجر الحربي الذي استخدمه في تنفيذ الجريمة.

لقد اختار القاتل شراء خنجر حربي قوي مما تستخدمه القوات الخاصة وغيرها في تسليحها، فالرجل له تاريخ كضابط سابق في جهاز مباحث أمن الدولة حاصل علي فرق في مكافحة الإرهاب، فاختار شراء الماركة التي يحبها من الخناجر، حيث أمكن تحديد المكان الذي يبيع هذا النوع من العتاد، والتعرف علي من اشتراه بسؤال القائمين علي المحل، وكانت المصادفة السعيدة لرجال الأمن في دبي أن القاتل اشتري الخنجر مستخدماً بطاقة ائتمان بنكية باسمه «credit card» ومن خلال ذلك تمكنوا من الحصول علي المعلومات الكاملة عن السكري وعن تحركاته في دبي، وتاريخ وصوله ومغادرته وإقامته، حيث تبين أنه غادر سريعاً إلي القاهرة علي أول طائرة بعد تنفيذه للجريمة.

وعندما سافر وفد من شرطة دبي حاملاً معه كل هذه المعلومات للسلطات المصرية، لم تتأخر الشرطة المصرية في البحث عن السكري الذي كان يسترخي في أحد حمامات السباحة في أحد الفنادق التي كان يعتاد التردد عليها.

وعندما بدأت التحقيقات معه وتفتيش مسكنه ذهل المحققون من المعلومات التي أدلي بها بعد محاصرته بالأدلة المتوفرة، واعترافه بأنه نفذ هذه الجريمة بتحريض من الملياردير المعروف وعضو مجلس الشوري والمقرب من جمال مبارك هشام طلعت مصطفي الذي دفع له بشكل مقدم مبلغ 300 ألف دولار جري تحويلها لحسابه في بنك hsbc في القاهرة في أبريل الماضي حيث بدأ السكري في التخطيط لجريمته.

وقد ضبطت الشرطة المصرية مليون دولار أخري حصل عليها السكري من هشام طلعت مصطفي نقداً وكان يخبئها في بوتوجاز شقته.

وعندما تم إبلاغ وزير الداخلية حبيب العادلي بالواقعة، ومن يقف خلفها، أصر علي أن يستمع بنفسه لهذه الاعترافات من السكري، وقد صرح لنا مصدر مقرب من التحقيقات بأنه جري اصطحاب السكري مساء نفس اليوم معصوب العينين لمكتب حبيب العادلي حيث استمع بنفسه مذهولاً لاعترافات السكري، وأن العادلي قام بدوره فوراً بإبلاغ المعلومات لزكريا عزمي لإبلاغها للرئيس.

كما كشفت التحقيقات وفق المصادر المقربة أن القاتل محسن منير السكري كان يعمل في العراق لحساب شركة الهواتف المحمولة «عراقنا» المملوكة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، وتبين أن السكري زعم أنه اختطف في العراق وحصل علي مائة ألف دولار فدية، وأنه اتفق مع بعض العراقيين هناك علي تسهيل خطف بعض العاملين من مهندسي الشركة في العراق في عامي 2004 و2005 مقابل ابتزاز نجيب ساويرس الذي كان يدفع أموال الفدية، وكان السكري يعطي الخاطفين الوهميين بعض هذه المبالغ ويحتفظ لنفسه بنصيب الأسد منها حتي شك نجيب ساويرس في الأمر بعد ذلك وجري فصل السكري من العمل والاستغناء عن خدماته.

وقد دل محسن منير السكري علي بعض هذه المبالغ التي جمعها من عمليات النصب علي ساويرس حيث كان يخفي 400 ألف دولار لدي شقيقه.

وبعد عودته لمصر بدأ السكري عمله مع هشام طلعت مصطفي حتي وصل إلي مدير أمن فندق الفورسيزونز في شرم الشيخ واحد من سلسلة الفنادق التي يمتلكها طلعت.

وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن المصرية أن السكري كان يستعد مساء نفس اليوم الذي اعتقل فيه للسفر إلي البرازيل، إلا أن سرعة القبض عليه قد أحبطت عملية هروبه